الترجمة خيانة !!

يمنات
حكومة كفاءات، هي النسخة العربية لحكومة التكنوقراط التي تعني حرفيا حكومة الفنيين، و بالتعريف حكومة (غير الحزبيين) التي يلجأ اليها عادة عند اشتداد الأزمات بين القوى السياسية حول تقاسم الحصص في حكومة ما، أو في حالة الاحتياج لحكومة انتقالية، غير حزبية، تهيئ لمرحلة ديمقراطية تنافسية دائمة.
بتعبير أكثر دقة حكومة التكنوقراط هي حكومة (محايدة) سياسيا، المعيار الحاكم الحاسم فيها هو بصورة أساسية، معيار الانتماء السياسي، و ليس معيار الكفاءة فحسب. (وإلا فإن الأحزاب لا تخلو من الكفاءات، بل هي بمعنى ما، معامل إنتاج للكفاءات).
و لذا يستحسن أن تعرف هذه الحكومة انطلاقا من الحاجة اليها، و ليس اعتمادا على مجرد ترجمة المصطلح، الى حكومة كفاءات، و الدفاع من ثم عن إدماج كوادر حزبية فيها، قولا بأنها هي ايضا كفاءات.
بمعنى آخر ينبغي أن تعرف هذه الحكومة في ضوء الإجابة على السؤال: لماذا نحتاج في مرحلة زمنية محددة، الى حكومة(كفاءات)؟!
و بالتأمل في تشكيلة حكومة بحاح يحتار المرء في تفسير إقحام كوادر منتمية سياسيا في قوامها، بحيث لا يمكن فهم ذلك الا بحسبانه أمرا صادرا عن جهل أو عن سوء قصد.
و كأن هناك من استعرض التعطيل، بجعل هذه الحكومة سببا لمشكلة بدلا من أن تكون حلا للمشكلة، المفترض حلها بها.
من حائط الكاتب على الفيس بوك